إقامة البرهان على زندقة القرآي وتكذيبه للسنة والقرآن3️⃣
*•┈┈•◉✹❀﷽❀✹◉•┈┈•*
*إقامة البرهان على زندقة القرآي وتكذيبه للسنة والقرآن3️⃣*
•┈┈•◉✹❀❀✹◉•┈┈•
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه
أما بعد:
فهذه هي الوقفة الثالثة من وقفاتي مع المدعو القرآي وهي وقفة مع قوله بعدم صلاحية الشريعة لكل زمان ومكان
🔳قال _عامله الله بعدله_
( القرآن والسنة ما كلها نصوص طوالي ماشي والكلام ال بيقولو لينا مما نحن صغار في المدارس الإسلام صالح هو لكل زمان ومكان ونحن فاهمين أنو الشريعة صالحة لكل زمان ومكان في فرق كبير بين الإسلام والشريعة الشريعة هي القوانين والتشاريع من الإسلام الناسبت البشرية في القرن السابع الميلادي ودي ما صالحة لكل زمان ومكان، صالحة للقرن السابع الميلادي والقرون التلته مما هي مثله شبيه بيهو ويمكن أن تكون صالحة ل قدام إذا البشرية إنحدرت لكن في مستوى البشرية الحاضرة
هي ما صالحة في الوقت الحاضر ).
■ *هذا كلامه ويتلخص فيما يأتي :*
1️⃣/ أن الشريعة ناسبت البشر الذين كانوا يعيشون في القرن السابع الميلادي وما تلاه فقط وأنها ليست صالحة لكل زمان ومكان.
2️⃣/ أن هذه الشريعة تناسب البشر إذا انحدروا لمستوى القرن السابع الميلادي .
3️⃣/ أن الشريعة لا تصلح ولا تتناسب مع البشرية الحاضرة في الوقت الحاضر .
4️⃣ /التفريق بين الإسلام والشريعة
5️⃣/أن الشريعة هي القوانين والتشاريع من الإسلام ألتي ناسبت القرن السابع الميلادي.
*■ أقول* - وبحول ربي أصول وبه أجول _ يا معاشر المسلمين سلوا القرآي هذا أولا وقبل كل شيئ
🔳من الذي شرع هذه الشريعة الإسلامية ؟
🔳 أليس الله الخالق هو الذي شرعها؟
●قال الله تعالى ( شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فيه)
وقال تعالى (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)
فالذي شرع لنا هذه الشريعة هو ربنا سبحانه.
📚 *قال العلامة السعدي* _رحمه الله تعالى _: (أي: ثم شرعنا لك شريعة كاملة تدعو إلى كل خير وتنهى عن كل شر من أمرنا الشرعي { فَاتَّبِعْهَا } فإن في اتباعها السعادة الأبدية والصلاح والفلاح، { وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ } أي: الذين تكون أهويتهم غير تابعة للعلم ولا ماشية خلفه، وهم كل من خالف شريعة الرسول صلى الله عليه وسلم هواه وإرادته فإنه من أهواء الذين لا يعلمون ).
فإذا علمنا يقينا أن الله جل وعلا هو الذي شرع هذه الشريعة وأتمها و رضيها لنا كما قال تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا).
أيحق لمخلوق أن يقول لخالقه شريعتك هذه لا تصلح لهذا الزمان؟
■لا إله إلا الله ما أعظمها وأخطرها من كلمة، كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا زندقة وكفرا ،
■آلمخلوق يعلم والله سبحانه الذي لا يخفى عليه شيئ لا يعلم ؟
🔳أقول : نعم هذا كله يجوز في دين القرآي وأذناب الملاحدة ممن هم من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا.
أما المسلمون فيشهدون بما جاء في
● قوله سبحانه ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعۡلَمُونَ)
📚 *قال الإمام الطبري* _رحمه الله تعالى _ (والله يعلم ما هو خيرٌ لكم، مما هو شر لكم،)
وقال الحافظ ابن كثير _رحمه الله تعالى _ (والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) أي : هو أعلم بعواقب الأمور منكم ، وأخبر بما فيه صلاحكم في دنياكم وأخراكم ; فاستجيبوا له ، وانقادوا لأمره ، لعلكم ترشدون ).
●وبما جاء في قوله تعالى :
(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا).
وظلوم وجهول صيغتان تدلان على المبالغة في الظلم والجهل،
آلظلوم الجهول يا قرآي يحكم على شريعة شرعها الحكيم العليم ؟!
■ ثم مادليلك يا قرآي على أن الشريعة لا تصلح لهذا العصر؟
في أي كتاب أخبر الله بهذا وعلى لسان أي رسول؟
فعليكم يا أهل السودان أن تتيقظوا
*🔸وتنتبهوا وتحذروا*
أنتم_ والله_ ترادون في دينكم وجُنِّدَ لكم هذا وأمثاله من المنافقين لأجل الإرجاف والتشكيك والطعن في الإسلام.
🔳ثم بعد هذا أقول : إن الرد على هؤلاء الزنادقة المرجفين ودفع هذه الفرية التى أصبح يرددها ويشيعها الكثير من الشيوعيين والجمهوريين والعلمانيين وغيرهم من المنافقين من وجوه: _
①الأول : أن يقال
●قال الله تعالى : (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ)
●وقال تعالى :
(وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)
■ *نسأل القرآي ومن كان على شاكلته أتؤمن بأن الله تبارك وتعالى أصلح هذه الأرض؟*
فإن قالوا : لا
كفروا وإن قالوا نعم. قلنا
بم أصلحها ؟
والجواب الذي لا محيد عنه أنه سبحانه أصلحها بالشرائع
*📚قال القرطبي* _رحمه الله تعالى _ (بعد إصلاحها : بعد أن أصلحها الله ببعثه الرسل وتقرير الشرائع ووضوح ملة محمد صلى الله عليه وسلم)
📚 *وقال البغوي* _رحمه الله تعالى _ ( أي لا تفسدوا فيها بالمعاصي والدعاء إلى غير طاعة الله بعد إصلاح الله إياها ببعث الرسل وبيان الشريعة ، والدعاء إلى طاعة الله ، وهذا معنى قول الحسن والسدي والضحاك والكلبي ) .
فجاءت شريعة الإسلام وجعلها الله خاتمة للشرائع فإما أن تكون الشريعة صالحة لكل زمان ومكان.
وإما أن لا تكون صالحة لكل زمان ومكان.
فإن كانت لا تصلح إلا في القرن السابع الميلادي كما زعم هذا الضليل فلا يخلو الأمر من حالين
الأول : أن ينزل الله شريعة بعدها لإصلاح عباده وهذا لا يكون كما لا يخفى .
الثاني :أن يترك الله العباد سدى يختارون لأنفسهم ما يصلحهم وينبذون الشريعة وراء ظهورهم وهذا باطل أيضا
●لقول الله جل وعلا (أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى }
*📚قال العلامة السعدي* _رحمه الله تعالى _ (أي: معطلا ، لا يؤمر ولا ينهى، ولا يثاب ولا يعاقب؟ هذا حسبان باطل وظن بالله بغير ما يليق بحكمته) .
●وقال تعالى (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا)
●وقال تعالى :
( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ)
فقدم هنا المسند إليه (ربك) على المسند الفعلي ( يخلق، يختار)
لإفادة الحصر والقصر فكما أن الخلق محصور ومقصور عليه فكذلك الإختيار ثم أكد نفي ذلك عنهم بقوله (مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) و(ما) هذه نافية
واللام في قوله (لهم) للملك فنفى عنهم ملك الإختيار والقرآي ومن لف لفه أصبحوا يحكمون على الشريعة ويزعمون أن للأمة أن تنبذ الشرع وتستبدله بحثالة الأذهان وزبالة الأفكار من قوانين الكفرة والإفرنج وما سمعنا واحدا من هؤلاء المنافقين يطعن في قوانين ودساتير الإفرنج ويقول إنها لا تصلح وما وجهوا سهامهم إلا على شريعة الله ألا قاتل الله الزنادقة و الملحدين.
*فإذا بطل هذا وذاك* ثبت أن الشريعة صالحة لكل زمان ومكان ووقع الحق وبطل ما كانوا يفترون ويلحدون.
*■ ثم يقال لهؤلاء الزنادقة*
هل ما يختاره العباد لأنفسهم يصلح وما اختاره الله لهم لا يصلح؟ سبحان الله وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
*②الثاني : أن يقال :*
● قال الله تعالى (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا)
●وقال تعالى ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)
●وقال تعالى ( وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا) وجاء في حديث جابر رضي الله عنه في الصحيحين (وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً، وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً)
■ فنسأل القرآي ومن كان على زندقته
👈🏻 هل بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم بما بعثه من الشريعة لكل الناس مِن بعثته إلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها ؟ أم بعثه بما بعثه لأناس دون أناس في زمن دون زمن ؟
فإن قالوا بالثاني فهم كفار مكذبون للقرآن والسنة لما قدمته من الأدلة على عموم رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وأنه بعث لكل الناس إلى قيام الساعة وختم الله بشريعته الشرائع .
وإن قالوا بالأول أي أن الله بعثه بهذه الشريعة لجميع الناس قلنا هذا يدل على صلاحية ما جاء به من شريعة الله الكاملة المبرأة من كل نقص وعيب لكل الناس في كل زمان ومكان.
*③الثالث :*
●قال الله تعالى ( ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ) فأمره سبحانه باتباع الشريعة والأمر له أمر لأمته.
●وقال تعالى:( اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ)
أمرنا الله باتباع جميع ما أنزل فإن (ما) موصولة بمعنى الذي تفيد العموم فهل الأمر باتباع ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الشرع المطهر عام لكل الناس وفي كل مكان ووقت أم خاص بأناس في زمن معين؟
فإن قالوا بالثاني فهذا تعطيل للشعائر والشرائع
وإن قالوا بالأول وهو الحق فهذا يدل على صلاحية الشريعة لكل زمان ومكان.
*④الرابع :*
● قال الله تعالى
( وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ )
ف(شَيْءٍ) هنا نكرة مسبوقة بالنفي
تفيد عموم ما أختلف الناس فيه .
وقال تعالى : ( فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ).
و(شَيْءٍ) هنا نكرة في سياق الشرط تفيد عموم ما تنازع المؤمنون فيه
*📚قال ابن القيم _رحمه الله تعالى _*
( ولو لم يكن كافيا لم يأمر بالرد إليه إذ من الممتنع أن يأمر الله تعالى بالرد إلى من لا يوجد عنده فصل النزاع).
فهل أمرنا الله بالرد والرجوع إلى حكمه فيما اختلفنا وتنازعنا فيه في كل وقت أم في وقت دون وقت ؟ والحق أن الرجوع عند ورود الخلاف والتنازع عام في كل وقت ففي أي زمن حصل النزاع والخلاف فقد وجب الرد لقوله (إن كنتم مؤمنين) ولقوله ( ذلك خير) وقوله (وأحسن تأويلا) فهل يستطيع القرآي أو غيره أن يصرح ويعلن بإن رد ما تنازع الناس فيه إلى الكتاب والسنة سيأتي عليه زمان لا يكون خيرآ ولا يكون أحمد وأجمل عاقبة؟ لا يستطيعون لأن نفاقهم سينكشف عندها لجميع الناس فدل هذا على صلاح الشريعة لكل زمان ومكان.
■وها نحن قد تنازعنا مع القرآي وسائر الزنادقة فنحن نقول إن الشريعة صالحة لكل زمان ومكان والقرآي ومن كان على شاكلته يقولون إنها لا تصلح إلا في القرن السابع الميلادي فواجب علينا أن نرد خلافنا إلى الكتاب والسنة فهل يستطيع القرآي أن يأتي بدليل يؤيد به قوله؟
الجواب لا يستطيع ودون ذلك خرط القتاد. وأما أدلتنا فما تقدم وما سيأتي.
والقرآي ومن لف لفه قد كشف الله تبارك وتعالى مسالكهم فقال الله تعالى (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا)
ف(إذا) ظرف لما يستقبل من الزمان وهذا دليل على صلاحية الشريعة لكل زمان وأنه يدعى إلى التحاكم إليها في كل وقت وفي الآية أن المنافقين يمتنعون من التحاكم إلى الشرع وأساليبهم في ذلك تتنوع فالآن يقولون الشريعة لا تصلح وهذا من أعظم أنواع الصدود عنها _عياذا بالله تعالى _.
وأما أهل الإيمان فشأنهم مغاير لأهل النفاق قال الله تعالى (إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون)
*⑤الخامس :*
●(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)
●وقال تعالى (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ۚ لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
فهل تقولون إن الله قد رضي لنا هذه الشريعة صراطا مستقيما ونهجا قويما في وقت ثم يزول هذا الرضى بعد القرن السابع الميلادي؟!!
*⑥السادس :*
أن الله جل وعلا أخذ العهد على جميع الأنبياء وأتباعهم من باب أولى أن يتابعوا النبي صلى الله عليه وسلم ويلزموا شريعته إن أدركوه وهذا يدل على صلاح الشريعة لكل زمان
●قال الله تعالى (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ ۚ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي ۖ قَالُوا أَقْرَرْنَا ۚ قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ)
*📚قال العلامة السعدي* _رحمه الله تعالى _(يخبر تعالى أنه أخذ ميثاق النبيين وعهدهم المؤكد بسبب ما أعطاهم من كتاب الله المنزل، والحكمة الفاصلة بين الحق والباطل والهدى والضلال، إنه إن بعث الله رسولا مصدقا لما معهم أن يؤمنوا به ويصدقوه ويأخذوا ذلك على أممهم، فالأنبياء عليهم الصلاة والسلام قد أوجب الله عليهم أن يؤمن بعضهم ببعض، ويصدق بعضهم بعضا لأن جميع ما عندهم هو من عند الله، وكل ما من عند الله يجب التصديق به والإيمان، فهم كالشيء الواحد، فعلى هذا قد علم أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو خاتمهم، فكل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لو أدركوه لوجب عليهم الإيمان به واتباعه ونصرته، وكان هو إمامهم ومقدمهم ومتبوعهم، فهذه الآية الكريمة من أعظم الدلائل على علو مرتبته وجلالة قدره، وأنه أفضل الأنبياء وسيدهم صلى الله عليه وسلم لما قررهم تعالى { قالوا أقررنا } أي: قبلنا ما أمرتنا به على الرأس والعين { قال } الله لهم: { فاشهدوا } على أنفسكم وعلى أممكم بذلك) .
وجاء في مسند الإمام أحمد من حديث
جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكِتَابٍ أَصَابَهُ مِنْ بَعْضِ أَهْلِ الْكُتُبِ، فَقَرَأَهُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَغَضِبَ، وَقَالَ : " أَمُتَهَوِّكُونَ فِيهَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ؟ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً، لَا تَسْأَلُوهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَيُخْبِرُوكُمْ بِحَقٍّ فَتُكَذِّبُوا بِهِ، أَوْ بِبَاطِلٍ فَتُصَدِّقُوا بِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ أَنَّ مُوسَى كَانَ حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي ".
*السابع :*
أن الله سبحانه نسخ بشريعة النبي صلى الله عليه وسلم شرائع الأنبياء قبله وأبقى هذه الشريعة
●قال الله تعالى (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ). وهذا يدل على صلاح الشريعة لكل زمان ومكان.
■ والقرآي وأمثاله يريدون أن ينسخوا شريعته بقوانين الإفرنج ويجعلوه وأتباعه أتباعا للغرب الكافر وهذا يدلك على عظم وخطورة ما يدعو إليه القرآي فقوله إن الشريعة لا تصلح هذا معناه أنه سيأتي بشئ آخر يكون ناسخا للشريعة وبعض الناس يتباكون على تغييره للمناهج في السودان وحق لهم هذا ولكن الأخطر والأعظم أن هذا الآدمي يسعى يا معاشر المسلمين إلى تغيير شريعة رب العالمين.
*الثامن :*
●قال الله تعالى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ). فحفظ الله سبحانه لكتابه الذي هو أصل الشريعة دليل صلاح الشريعة لكل زمان.
*التاسع :*
نزول عيسى عليه الصلاة والسلام في آخر الزمان حاكما بشريعة النبي صلى الله عليه وسلم دليل على صلاح الشريعة لكل زمان. أتقول يا قرآي إن عيسى عليه السلام جهل أن الشريعة لا تصلح لعهده وزمنه المتأخر عنا ؟ أم تقول إن عيسى قد انحدر وانحط وأصبح رجعيا يحكم بشريعة القرن السابع الميلادي؟! ألا قاتل الله أهل الزندقة والإلحاد
فقد جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَاللَّهِ لَيَنْزِلَنَّ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَادِلًا، فَلَيَكْسِرَنَّ الصَّلِيبَ، وَلَيَقْتُلَنَّ الْخِنْزِيرَ، وَلَيَضَعَنَّ الْجِزْيَةَ، وَلَتُتْرَكَنَّ الْقِلَاصُ ، فَلَا يُسْعَى عَلَيْهَا ، وَلَتَذْهَبَنَّ الشَّحْنَاءُ وَالتَّبَاغُضُ وَالتَّحَاسُدُ، وَلَيَدْعُوَنَّ إِلَى الْمَالِ فَلَا يَقْبَلُهُ أَحَدٌ ".)
وفي رواية عند أبي داوود عن أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ - يَعْنِي عِيسَى - وَإِنَّهُ نَازِلٌ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ، رَجُلٌ مَرْبُوعٌ، إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ، بَيْنَ مُمَصَّرَتَيْنِ ، كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطُرُ وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ، فَيُقَاتِلُ النَّاسَ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَيَدُقُّ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَيُهْلِكُ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ الْمِلَلَ كُلَّهَا إِلَّا الْإِسْلَامَ، وَيُهْلِكُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ، فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ يُتَوَفَّى فَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ ".). أرأيت يا قرآي هذا الخير الذي يحصل من الآمن والآمان وزوال الشحناء والتباغض بين الناس ورغد العيش؟
ما سببه؟
إنه العمل بهذه الشريعة الصالحة لكل زمان. ولكن القرآي والمنافقين لا يعلمون.
معاشر المسلمين عليكم أن ترجعوا لدينكم فقد خصكم سبحانه بشريعة سمحة ليسر أحكامها وعدم تكليفها بما لا يطاق شريعة تحفظ لكل ذي حق حقه حتى الحيوان ليس في شيئ من أحكامها من حرج ولا مشقة وإلا فإننا نطالب زنادقة العالم أن يعينوا لنا حقا ضيع فيها وليعطونا مثالا لشيئ من أحكامها أدخل الأمة في حرج أو مشقة
شريعة نظمت علاقة المسلم بربه وبرسله وعلاقة المسلم بأخيه بل وعلاقته بالكفار وبجميع ما حوله نتحدى القرآي أن يحدد لنا نظاما أفضل منها.
شريعة متمشية بضوابطها مع تطور الزمن فنتحدى العلمانيين وأفراخهم أن يذكروا لنا مصلحة منعت منها الشريعة أو حالت بين الأمة وبينها فشريعتنا جاءت بتحصيل مصالح الأمة وتكميلها ودرء المفاسد عنها وتقليلها وللشريعة علماؤها وفحولها الذين ينظرون في النوازل ويبينون أحكامها وكيفية التعامل معها على وفق الأدلة الشرعية والضوابط المرعية
●قال الله تعالى (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا) فنتحدى كل ملحد وكافر وكل زنديق مارق أن يذكروا لنا نازلة أو مسألة حادثة تقف الشريعة عاجزة أن تجد لها حكما أو كيفية للتعامل معها بما لا يوجد في تشريع سماوي سواها فضلا عن قانون أرضى صادر عن عفن العقول ونتن الأفكار.
*العاشر :*
مما يدل على صلاح الشريعة لكل زمان أن ألناس في كل زمان لا تصلح أمورهم ولا تستقيم أحوالهم إلا بالرجوع إليها ما ثبت عند أحمد وأبي داوود وصححه الألباني عن
ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ ؛ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ ".
*🔳فما ذكرته من هذه الوجوه _وغيرها كثير* عند التأمل _يكفي الواحد منها في رد هذه الفرية الكفرية التي يرددها هؤلاء الزنادقة وأفراخهم وبقي في كلامه ضلالات سأبينها لاحقا إن شاء الله . والحمد لله رب العالمين الذي أكمل شرعه وجعله صالحا وسبيلا وحيدا فريدا للإصلاح والصلاح في كل زمان.
•┈┈•◉✹❀❀✹◉•┈┈•
✍️ كتبه
أبو عكرمة وليد الخالدي
📅 ٣ شوال ١٤٤١